الفكر

يتناول الكتاب وضع تصور لمعالم الطريق التعليمى فى مصر من خلال واقع العولمة الذى أصبح واقعاً وحقيقة ولا يستطيع أحد أن ينكرها ، منادياً بتأسيس تربية جديدة تحقق التنمية الشاملة المتواصلة وفى سبيل ذلك تناول المؤلف فى كتابه هذا عدداً من المشكلات التربوية والثقافية المزمنة التى يعانى منها مجتمعنا وتقف حائلاً فى طريق إقتحامنا عالم المعرفة المعلوماتية وتعرقل تفاعله مع مسيرة الفكر العالمى ، كذلك تعرض المؤلف إلى مشكلة الإدارة الهرمية البيروقراطية والأشكال النمطية للمناهج التعليمية التقليدية فضلاً عن مشكلة التمهل والتريث عند إتخاذ أية خطوات إصلاحية تطورية بدافع إيثار آليات السلامة والتخوف من زعزعة الأوضاع الراهنة ، والكتاب يأتى ضمن سلسلة من الدراسات التى أصدرها المؤلف فى التربية والثقافة وتبرز قيمته من معالجته لقضية مهمة وهى مواجهة العولمة فى التعليم والثقافة والتأكيد على أهمية الاهتمام بالرؤى البشرية باعتبارها معيار قوة الأمم ورأس مالها المعرفى فى ذلك العصر .

يقترح المؤلف ضرورة البحث عن ثقافة بديلة تقبل الفكر الاخر ولهذا يراهن فى هذا المضمارعلى دور الثقافة فى التحولات الاجتماعية وعلى قدرتها فى دعم أية تنمية صناعية أو إقتصادية.. ويتناول الكتاب لمجموعة من الاوراق التى يتبنى الكاتب من خلالها إيجاد خطاب ثقافى جديد قادر على مواجهة العصر الذى نعيش فيه بطموحاته وتحدياته بينما يختتم الكتاب بمجموعة من الرؤى المستقبلية لثقافتنا القومية و لطائفة من الاضاءات الادبية التى تعكس بعضاً من فيض المؤلف بإعتباره واحداً من كبار النقاد فى فن مجال الادب وغيرها .

يضم هذا الكتاب بحوثاً واوراقاً كتبت عبرسنوات غير قليلة تهدف إلى المزيد من تحرير عقل الكاتب الذى يؤمن أن الفهم يؤدى أيضاً إلى موازاة تحرير وتطوير العقل النقدى للقارئ ويرى المؤلف أن نشوء ثقافة التخلف من تفاعل أوضاع التخلف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمعرفية وتقترن ثقافة التخلف بالمجتمعات الساكنة الثابتة المعادية للتغير وتراتبها الاجتماعى الصارم الذى لا يسمح بالحراك الحر أو الانتقال الميسور بين الطبقات والشرائح الاجتماعية ويرى الكاتب أن للمرأة مكانة مقموعة إلى أبعد حد فى بناء التراتب الذى يعاد بها فى مجتمعاتنا ويقاس كل تقدم فى أية بنية إجتماعية إلا بالمكانة التى تمنحها للمرأة أوالأدوار التى يفترض اداؤها بوصفها حقاً لها .

يضم الكتاب بين صفحاته مناقشة واسعة حول إستمرار الغروب الليبرالى وما يقترن به من أفول الحرية فى عالمنا بالرغم من البشرى التى حملها فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة ثم بداية إنحسار هذه الروح عقب ظهور الملامح الرئيسية لمنهجه من خلال تشكيل إدارته وإختيار فريقه ومساعديه.