قال الراوى : تأملات فى فن الرواية

تميز الأديب يوسف إدريس بتحقيق مصرية القصة القصيرة ليس فى الموضوع فقط بل فى البناء والشكل الفنى ولقد إستلهم من فنون الشعب المصرى فى الحكى والسرد والتشخيص والوصف والتعليق على الحدث مفردات جمالية جعلته سيد وعميد القصة المصرية حيث يدمج السرد مع الوصف والحوار فى نسق فنى جمالى له عذوبته وبلغة عامية متدفقة متوهجة وينفذ إلى قاع نفوس أبطاله ويتقصى دوافعهم وغرائزهم وينسج بعبقرية ملامح وسمات شخصياته فى قاع الريف والمدينة . ومن يرصد علاقات موهبة الأديب الإبداعية بتحولات واقعنا بكل أبعاده السياسية والإجتماعية والأخلاقية يغرق فى عالم فنى متجسد بالصورة والرمز والنمط . فهو فى النهاية نقد وتخط لطبيعة حياتنا بكل إيجابياتها وسلبياتها .

يحاول الكاتب فى البداية أن يوضح الفرق بين البلاغة والمبالغة التى كثيراً ما يحدث لبس بينهما كما يتحدث عن عناصر البلاغة الأدبية حيث يوضح انها تنقسم إلى عناصر مرئية ملموسة يستطيع القارىء العادى أن يرصدها مثل الأيجاز والاطناب والمجاز والاستعارة والتورية والمقابلة والسجع أما العناصر الخفية الغير مباشرة هى التى تشكل اساس أو جوهر البلاغة الأدبية وهذه العناصر هى الخيال والتقاليد والمحاكاة وغيرها .

يقع الكتاب فى إثنى عشر فصلاً يتناول كل فصل فبه موضوعاً مختلفاً فنجد الكاتبه تشيد بروايات جين أوستين بأنها دراسة فى البناء ، والمؤثرات الفلسفية فى إبداع فرجينيا وولف ، وصورة البطل فى الرواية الانجليزية الحديثة ، والمؤثرات الأجنبية فى الرواية المصرية ويتناول الكتاب أيضاً فى أحد فصوله طه حسين و فن الرواية ، ثم الفلاح فى قصص عبد الرحمن الشرقاوى .