إن إصلاح مصر ونظامها السياسى لن يحدث بالدرجة المطلوبة حتى يتحول إلى نظام ديمقراطى ما لم تقم القوى السياسية الرئيسية فى البلاد بتغييرات جوهرية داخلها هذه القوى تتجسد فى كل من الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم وجماعة الإخوان المسلمون و الليبراليون وكل منها يمثل جبهات سياسية واسعة وهى تعتبر جزء من الحركة الوطنية المصرية ، وهذا الكتاب هو رسالة موجهة للساسة او النخبة فى هذه التيارات الثلاثة لتنظيم الحوار بينهم .
يتناول الكتاب العديد من المقالات المنشورة فى كبرى الصحف المصرية والعربية حول الدين والدولة فى مصر وهى قضية شغلت الرأى العام منذ عدة عقود واهتمت بها التشريعات منذ عام 1923 واحتدم حولها الجدل بين الباحثين والمفكرين والسياسين خاصة بعد احداث 11 سبتمبر وما تلى ذلك من أحداث لا تزال تعصف بنا كعرب ومسلمين حتى الآن وقد تبلورت مقالات الكتاب حول ثلاث محاور اساسية هى الفكر ، والسياسة ، والإخوان المسلمون .
الكتاب مجموعة من المقالات حرص المؤلف فيها على إثبات العلاقة القوية بين السياسة بوصفها عملية إبداع لإدارة القيم العامة بما فيه من تقدم المجتمع وإستقراره وبين الفن والرياضة بإعتبارهما يساعدان على ترقية الذوق وعلى تنمية الشعور القومى . والكتاب يمثل رؤية متعمقة لمحلل سياسى كبير لقضايا بعيدة عن السياسة ولكنها مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالمجتمع كما يطرح حلولاً لتحقيق التقدم المنشود الذى يرى أنه لن يتحقق إلا بإدراك الواقع وبإمتلاك الطموح الكبير وبالإيمان بقدرتنا على تحقيق هذا الطموح والرغبة فى تغيير الواقع .
يضم الكتاب بين أوراقه نظرة لحدث الحادى عشر من سبتمبر من زوايا وجوانب مختلفة حيث أنه عندما يكون الحدث بهذا الحجم وهذه الأهمية وهذا التأثير فإن التناول الفكرى والنظرى لابد له من ابعاد متنوعة فموضوع سبتمبر كانت كاشفة عن أسئلة لم يجب عليها العرب فيما يتعلق بالدول العربية وتحديثها وموقع الدين فيها وعلاقاتها الخاصة مع الولايات المتحدة حيث أن طريقة تعامل العرب مع أحداث سبتمبر 2001 كلفت العرب أعباء باهظة سواء فيما تعلق بالصراع العربى الإسرائيلى أو مع قضية العراق أو غيرها من القضايا العربية الآخرى .
ولدت المسألة العراقية سلسلة من الحروب بدءاً من الحرب العراقية الإيرانية ثم الكويت ثم الحرب الأنجلو سكسونية فى العراق التى شغلت أحداث العام 2003 وهذه الحروب تجلت أثاراها على العالم والتى دفعت بديناميات هائلة لأسلحة الدمار الشامل . وهذا الكتاب يمثل مجموعة من المقالات التى كتبها المؤلف منذ بدء الحرب والذى يرجو حسم هذه المسألة على الساحة العراقية بقدرتها على التحول إلى دولة ديمقراطية لكن امريكا لها رأى آخر حيث تريدها نموذجاً أمريكيًا والعراقيون يتخذون من ساحة المقاومة وسيلة والتى عندها يتم هزيمة الهيمنة الأمريكية ليس فقط على مستوى المنطقة وإنما على مستوى العالم كله
يقدم هذا الكتاب رؤية لقضية الإصلاح التى تعد عنوان المرحلة الراهنة بتحولاتها فى السياسة الدولية وتحديداً بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر وهذه الرؤية تنطوى على معادلة صعبة تتمحور حول كيفية تحقيق الإصلاح والتغيير إلى الأفضل مع المحافظة على إستقرار المجتمع وتوازنه وتجنب أى حالات من عدم الإستقرار أو الفوضى وأيضا يحذر الكاتب من طغيان الحديث عن الإصلاح على عملية الإصلاح ذاتها .