الحداثة والامبريالية : الغزو الفرنسى وإشكالية نهضة مصر

يرصد هذا الكتاب إسهامات الشرق المتعددة في الحضارة الأوربية ويوضح دور الشرق الذى كان أكثر تقدماً من الغرب في العصور الوسطى في تمكين الحضارة الغربية الحديثة من نهضتها ، كما يفند المؤلف مزاعم الغرب وإدعاءاته بأن الشرق كان متفرجاً سلبياً على قصة تطور تاريخ العالم ، ويؤكد المؤلف أن الشرق ظل متفوقاً على الغرب حتى مطلع القرن التاسع عشر ويقدم مجموعة من الروايات المتناقضة عن نهضة الغرب والتى يخلص منها إلى أن نهضة الغرب ذات جذور شرقية .

يتناول هذا الكتاب موضوعاً مهماً وغاية فى الحساسية وهو " الجماعات الهامشية المنحرفة فى تاريخ مصر الإجتماعى الحديث " الذى ظل لفترات مسكوتاً عنه فى الدراسات العلمية ذات الصبغة التاريخية رغم تزايد هذه الجماعات وإنتشارها ومن ثم تعاظم مخاطرها ، وقد شهدت السنوات الأخيرة من القرن العشرين إهتماماً متزايداً بدراسة الفئات والشرائح الإجتماعية المهمشة داخل مصر وخارجها من جانب علماء الإجتماع والسياسة والقانون ولاسيما تلك الفئات الحضرية التى تمثل مكانة هامشية فى حياة المجتمع مثل سكان العشوائيات والغجر والبلطجية والمتسولين . ويسعى الباحث من خلال إستخدامه للمنهج العلمى إلى تقصى الجذور التاريخية لنشأة هذه الجماعات الهامشية فى مصر خاصة فى الفترة منذ أواخر العصر المملوكى وحتى البدايات الأولى لعصر محمد على .

يتناول الكتاب تطور الإسلام السياسى من خلال مناهج مقارنة متتبعاً الموجات الثلاثة الكبرى فى ذلك التطور والتى كان أولها حركة الإصلاح الدينى التى تمت على أيدى الطهطاوى ومحمد عبده والأفغانى حيث أن هذه الحركة دعت إلى الأخذ بأسباب الحضارة الإنسانية وكما يتطرق لنشأة جماعة الإخوان المسلمين والظروف التى أدت إلى ظهورها فى أوائل القرن العشرين . ويتناول أفكارها وحركتها داخل المجتمع المدنى وموقفها من الحضارة الغربية ورؤيتها للتغير الإجتماعى وهياكلها التنظيمية وموقفها من العنف ويتناول كذلك نشأة الجماعات الراديكالية وتطورها ويقدم قراءة لأفكارها وموقفها من النظام السياسى وموقفها من الجماعات الآخرى داخل ساحة العمل الإسلامى .